الدعم النفسي الاجتماعي (PSS) والتعلم الاجتماعي والعاطفي (SEL)
في الظروف الطارئة، يعتبر التعليم عنصراً هاماً في حماية الصحة النفسية والجسدية للأطفال، ويمكن أن يعد تدخلاً أساسياً من الناحية النفسية والاجتماعية. إذا تم تقديم التعليم بالشكل المناسب، فمن شأنه أن يوفر للمتعلمين بيئة آمنة ومستقرة في خضم الأزمة، وكذلك يساعد في استعادة شعور بالحياة الطبيعية والكرامة والأمل من خلال توفير نشاطات روتينية ومنظمة وتوصف هذه النشاطات على أنها داعمة وتساعد على بناء مهارات الأطفال المعرفية والاجتماعية والعاطفية.

تأثر الأزمات الإنسانية تأثيرا بالغا على الأطفال والشباب لكونها تتسبب بانقطاع طويل الأمد عن كافة مناحي الحياة اليومية بما في ذلك الإسكان والصحة والمرافق الصحية والترفيه والتعليم. يمكن للأزمات أن تمزق الروابط الأسرية وتخل بالتماسك الاجتماعي، ويمكن أن تسبب مشاعر العزلة والارتياب والخوف والغضب والفقد والحزن. إن التعرض الطويل الأمد لكارثة أو صراع من دون اجراءات تخفيف مناسبة قد يلحق الضرر بالصحة النفسية والجسدية على حد سواء. وتؤثر حالات الطوارئ على سير عمل الأسر والمجتمعات المحلية والتي بدورها تؤثر على نمو الأطفال والشباب. يمكن أن يؤدي التعرض إلى الشدائد، لا سيما في مرحلة الطفولة المبكرة، إلى خلل في التعلم والسلوك والصحة البدنية والنفسية مدى الحياة (شونكوف وبويس وماك إوين، 2009).
في حين يُعد التعرض للضغط في الحياة أمراً طبيعياً بل وضرورياً للتطور - يحتاج الطفل لاختبار بعض الضغوط العاطفية لتطوير آليات التكيف الصحي وتطوير المهارات التي تهدف لحل المشكلات، إلا أن نوع الضغط الذي يتعرض له الطفل في سياق الصراع أو النزاع أو الكارثة طبيعية قد يصبح بالغ الخطورة إذا ما حدث تنشيط مكثف ومتكرر وموسع لنظام الاستجابة الذي قد يرهق الجسم ويجهد نظام الاستجابة، خاصة في غياب شخص بالغ لتقديم الدعم ولتوفير الحماية (مركز تطور الطفل، 2016؛ شونكوف وغارنر، 2012)
لماذا يعتبر التعليم قناة ذات صلة يمكن من خلالها تقديم الدعم النفسي الاجتماعي؟
- تعتبر المدارس الآمنة وأماكن التعليم غير الرسمي من أكثر البيئات فائدة للأطفال والشباب خلال الفترات التي تتسم بالشكوك والغموض. الاستثمار المقصود في مجالي الدعم النفسي اجتماعي والتعليم النفسي اجتماعي القائم على التعليم أثبت قدرته على حمايتهم من الآثار السلبية للكوارث عبر إنشاء برامج يومية ثابتة، وإتاحة الفرص لتكوين الصداقات واللعب وتعزيز الأمل والتخفيف من الضغط والحثّ على التعبير عن الذات وتعزيز السلوك التعاوني (العمل من أجل "حقوق الأطفال"، 2002؛ مخطوط غير منشور؛ ألكسندر، بوثباي، وويسيلس، 2010؛ ماستين، جويرتز، وسابينزا، 2013).
- إن الرفاه النفسي - الاجتماعي هو مقدمة هامة للتعلم وهو أمر ضروري للإنجاز الأكاديمي؛ ومن ثم فإنه يؤثر تأثيرا هاما على آفاق المستقبل لكل من الأفراد والمجتمعات.
- تكون طرق الدعم والتعلم النفسي اجتماعي أكثر نجاعة عند يتم دمجها في المجالات المختلفة في حياة الشباب. ونظراً لأن البيئة التعليمية تجمع الأطفال مع أقرانهم ووالديهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم معاً، فمن شأن ذلك المساعدة في خلق بيئة داعمة تشجع على تحسين الرفاه النفسي الاجتماعي. من الناحية المثالية، تعمل بيئات التعليم والمجتمع المحيطة بكل من الأطفال سوية للتأكد من حصولهم على أفضل رعاية ومتابعة ممكنة، وهذا يشمل التواصل بين المعلمين والآباء والمرشدين في حال الضرورة وما إلى ذلك.
ماذا نعني بالنفس اجتماعي؟
يشير مصطلح نفسي اجتماعي إلى "العلاقة الديناميكية بين البعدين النفسي والاجتماعي للشخص، حيث يؤثر ويتفاعل أحدهما على الآخر " (الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر المركز المرجعي للدعم النفسي الاجتماعي،2014). تشير الجوانب النفسية للتطور إلى أفكار الفرد وعواطفه وسلوكياته وذكرياته وتصوراته وفهمه. وتشير الجوانب الاجتماعية للتنمية إلى التفاعل والعلاقات بين الفرد و الأسرة والأقران والمجتمع (الأونروا، 2016).
ما هو الدعم النفسي اجتماعي؟
الدعم النفسي اجتماعي هو العمليات والإجراءات التي تعزز من الرفاه الكليّ للأشخاص في عالمهم الاجتماعي. يشمل دعماً مقدمّاً من قبل العائلة والأصدقاء". (الشبكة المشتركة لوكالات للتعليم في حالات الطوارئ،010أ2). من الممكن وصف نظام الدعم النفسي إجتماعي أيضاً بأنه "عملية تسهيل القدرة على التأقلم لدى الأفراد والأسر والمجتمعات" (المركز المرجعي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المركز المرجعي للدعم النفسي الاجتماعي، 2009). يهدف الدعم النفسي إجتماعي إلى مساعدة الأفراد على التعافي بعد ان عطلت الأزمة حياتهم وإلى تعزيز قدرتهم على العودة إلى الحالة الطبيعية بعد معايشتهم لأحداث مؤذية.
ما هو التعلم الاجتماعي العاطفي؟
تم تعريف التعلم الاجتماعي والعاطفي بأنه عملية اكتساب الكفاءات الأساسية لإدراك العواطف وإدارتها وتعيين الأهداف وتحقيقها، وتقدير وجهات نظر الآخرين، وإقامة علاقات إيجابية والحفاظ عليها، واتخاذ قرارات مسؤولة، والتعامل مع الأحوال الإنسانية بشكل بنّاء" (إلياس، زينس، ويسبيرغ، 1997). الخصائص التي يهدف التعليم الاجتماعي والعاطفي إلى دعمها تشمل الوعي الذاتي ومحو الأمية العاطفية والمرونة المعرفية وتحسين الذاكرة والقدرة على التكيف والمثابرة والتحفيز والتعاطف، والمهارات الاجتماعية ويناء العلاقات والاتصال الفعال ومهارات الاستماع وتقدير الذات والثقة بالنفس والاحترام والتنظيم الشخصي(الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، 2016). ويعتبر التعليم الاجتماعي العاطفي مكوناً مهماً يندرج تحت مظلة الدعم النفسي والاجتماعي. تعتبر (الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ) التعلم الاجتماعي والعاطفي مكوناً هامّاً في الدعم النفسي والاجتماعي الذي يمكن بل وينبغي على المعلمين التطرق إليه، سيما وأنه ممارسة سهلة التوظيف في البيئة التعليمية في الغالب، وأمر يساهم في تحسين الصحة النفسية الاجتماعية لدى الأطفال والشباب. إنها ممارسة وعملية تربوية تناسب وبشكل خاص البيئات التعليمية الرسمية وغير الرسمية، لأنها تعزز المهارات والقدرات التي تساعد الأطفال والشباب والبالغين على التعلم.
ما المقصود "بالرفاه"؟
تُعَرَّف الرفاهة على أنها حالة من الصحة الكلية وعملية تحقيق هذه الحالة. ويشير إلى الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية والإدراكية. يشمل الرفاهة الأمور النافعة للشخص ومنها: لعب دور اجتماعي فعال والشعور بالسعادة والأمل والعيش وفقاً لقيم جيدة، كما هو محدد محلياً؛ وجود علاقات اجتماعية إيجابية وبيئة داعمة؛ والتكيف مع التحديات من خلال استخدام المهارات الحياتية الإيجابية؛ والتمتع بالأمن والحماية والحصول على الخدمات الجيدة. وتشمل الرفاهة جوانب مثل: بيولوجية ومادية واجتماعية وروحية وثقافية وعاطفية وعقلية (تحالف آكت وكنيسة السويد 2015).
تم تطوير هذه المجموعة بدعم من (أندريا دياز-فاريلا) من مؤسسة (الحق في اللعب)، و (كارولين كيينان) من (أطفال الحرب كندا) وكلاهما أعضاء في تعاونية الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ والدعم النفسي والاجتماعي المستدام - التعلُّم الاجتماعي والعاطفي