تأملات في نشر الأدلة واستخدامها: التعريف ببرنامج البحوث التربوية في حالات النزاع والأزمات الممتدة (ERICC)لأعضاء الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ (الآيني)
برنامج "أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة" هو برنامج بحثي للتعليم في حالات الطوارئ مدته ست سنوات تموله وزارة الخارجية، والكومنولث، والتنمية في المملكة المتحدة (FCDO). يهدف البرنامج ربط البحث والممارسة والسياسة بالمعرفة المتاحة والقابلة للتطبيق من خلال تعزيز الشراكات البحثية والتعاونية على كافة الأصعدة: المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية. وتشمل البلدان موضع التركيز: بنغلاديش (كوكس بازار)، والعراق، والأردن، ولبنان، وميانمار، ونيجيريا، وجنوب، السودان، وسوريا.
يتكون برنامج أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة من أربعة عناصر رئيسة، يعمل كل منها على دعم الرؤية الشاملة لقطاع التعليم في حالات الطوارئ من خلال الأدلة القوية ذات الصلة.
- يركز العنصر الأول على إنتاج أبحاث دقيقة ومستنيرة لأصحاب المصلحة حول الاتجاهات الفاعلة في التعليم في حالات النزاع والأزمات الممتدة بإشراف كلًا من لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، كلية التربية والمجتمع بكلية لندن الجامعية (UCL)، ومؤسسة " القائد الأكاديمي" (IOE)
- ومن أبرز أعمالهم: بحث على المستوى القطري حول تطبيق المقرر الدراسي لميانمار في كوكس بازار، بنغلاديش ؛ مراجعة عالمية للأدلة حول إدارة المعلمين.
- أما العنصر الثاني، فيمثل الدعم العملياتي المستمر من قِبل مستشاري التعليم مع وزارة الخارجية، والكومنولث، والتنمية في المملكة المتحدة وشركائها تحت إشراف " لجنة الإنقاذ الدولية" (IRC)، بهدف سد الفجوة بين البحث، والممارسة، والسياسة من خلال تحقيق استجابات شاملة وقابلة للتنفيذ في الوقت المناسب.
- مثال على العمل: استعراض سريع للأدبيات المتعلقة بضحايا الاختطاف في المدارس بشمال نيجيريا.
- ويركز المكون 3 على نشر وإجراء مراجعات منهجية للأدلة الخاصة ببرنامج "البحوث التربوية في حالات النزاع والأزمات الممتدة تحت إشراف الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ؛ بعبارة أخرى، تيسير الوصول إلى الأدلة المتعلقة بالبرنامج، وحصول الأشخاص المناسبين على المعلومات الصحيحة لاتخاذ قرارات قائمة على الأدلة بشأن السياسات والممارسة
- أمثلة على العمل: ندوات عبر الإنترنت حول أنظمة البيانات وإدماج اللاجئين في أماكن النزاع والأزمات.
- يركز العنصر الرابع على تعزيز القدرات المؤسسية لمؤسسات البحوث في بلدان الجنوب العالمي، وبناء قدرات الباحثين في بداية حياتهم المهنية بإشراف من الكراسي الثنائية للأكاديمية البريطانية في العراق، ولبنان، وبنغلاديش.
- مثال علي ذلك: تحليل معمق لإنتاج المعرفة المنصفة حول تعليم اللاجئين.
تتضافر هذه العناصر الأربعة السابقة سويًا من أجل تحسين، وتطوير البحوث والدراسات عن التعليم في حالات الطوارئ (EiE)، إضافة إلي التوجه نحو تحسين التناسق وتحقيق التماسك عند توليد الأدلة، واتخاذ مزيد من القرارات المستنيرة القائمة علي هذه الأدلة، وتعزيز قدرة الجنوب العالمي علي الريادة في إنتاج البحوث واستخدامها.
دور الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ في برنامج أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة
انضمت الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ رسميًا إلى برنامج أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة في فبراير 2024 لدعم نشر واستيعاب واستخدام أبحاث التعليم في حالات الطوارئ على مستوى العالم، وتعزيز قدرة أصحاب المصلحة المشاركين في صنع السياسات أو التأثير عليها أو إعداد البرامج، على الوصول إلى أدلة أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة، وفهمها واستخدامها بشكل هادف علي المستويين: الإقليمي والعالمي. ومن أجل القيام بذلك، سعت الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ للقيام بفعاليات على شبكة الإنترنت، ونشر المدونات، والمقالات، والرسوم البيانية(الانفوجرافيك)، والبودكاست، وترجمتها بلغات متعددة.
ورغم الجهود المضنية التي تقوم بها شبكة "الآيني"، فإنها غير كافية لضمان تغلغل نتائج البحوث في الوعي العام أو السياسة أو الممارسة. وبٌناءً على ذلك ستسعى الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ جاهدة لتوسيع نطاق تقديمها ومناقشتها في المشهد البحثي للتعليم في حالات الطوارئ.
علاوة على ذلك، هناك حاجة مٌلحة لإنشاء قاعدة أدلة مشتركة يمكن لجميع الجهات الفاعلة في القطاع الوصول إليها في ضوء الاحتياجات الدينامية المتغيرة باستمرار وقيود التمويل المستمرة، وبناء ثقافة جيدة لاستخدام الأدلة معًا. يقودنا هذا إلى مسألة الاستيعاب: كيف يمكننا ضمان تمكين الجهات الفاعلة في جميع أنحاء قطاع التعليم في حالات الطوارئ من استخدام الأدلة وتطبيقها بشكل هادف في عملهم؟ وهذا جزء أساسي من عمل الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ من خلال برنامج أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة ومحفظة الأدلة الأوسع لدينا.
استيعاب البحوث: الاستناد إلي النجاحات المحلية
ولكي يمكن زيادة استيعاب البحوث، يتضمن تصميم برنامج أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة مشاركة "المستخدم " للبحوث طوال العملية. ففي كل البلدان محل الاهتمام، يشارك صانعو السياسات المحليون والمسؤولون الحكوميون بشكل كبير في بناء جدول أعمال البحوث الذي يمهد الطريق إلى الأمام لعمل فريق أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة في البلاد.
في نيجيريا، أدى هذا النهج إلى قصة نجاح مبكرة للاستيعاب: حيث أشارت أجندة البحوث التي تم إنشاؤها بشكل مشترك إلى الحاجة إلى سياسات أفضل حول توظيف المعلمين والاحتفاظ بهم، ركز فريق أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة في نيجيريا على تحديد أفضل الممارسات من التشريعات الأخيرة المتعلقة بالمعلمين في ولاية كادونا. تم دمج هذه النتائج في مشروع قانون توظيف المعلمين والاحتفاظ بهم وإعادة توزيعهم الذي تم تمريره في ولاية أداماوا عام 2023، مما يؤكد أن مشروع قانون" أداماوا " تضمن الدروس المستفادة من كادونا.
مبادئ تصميم الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ لاستيعاب البحوث
سيعتمد عمل الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، على المستويين الإقليمي والعالمي، على هذه الأمثلة المحلية المبكرة للاستيعاب من خلال موقعنا في القطاع كجهة فاعلة منظمة، وخاصة في ضوء تواجدنا في عديد من المنتديات العالمية واللجان الاستراتيجية، سنعمل معًا على جمع الجهات الفاعلة لتعزيز استخدام الأدلة في قطاع التعليم في حالات الطوارئ.
وعليه تتبني الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ مجموعة من المبادئ الخاصة بعملية الاستيعاب، والتي تتمثل فيما يلي:
- الاهتمام بالمستخدمين في التصميم، والتطوير، واتخاذ القرار. ستعطي الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ أولوياتها لاحتياجات أصحاب المصلحة ومدخلاتهم في جميع مراحل عملها.
- التوجه نحو المناخ التوافقي، تهدف الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ تعزيز العمل الجماعي والتعاوني في مجال التعليم في حالات الطوارئ بدلاً من التركيز على نتيجة واحدة من قِبل جهة فاعلة أو مجموعة مؤثرة واحدة.
- العملية هي أيضا منتج، حيث إن العملية تحدد وتتحكم في المنتج. تهدف استراتيجية الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ تجاوز نشر "المنتجات"، وتتجه نحو تبني عمليات الاستكشاف والابتكار والتي يمكن أن تحافظ على ثقافة استخدام الأدلة واستيعابها.
- التعلم مستمر، ويتم اكتسابه، والعمل به، ومشاركته بشكل روتيني. تلتزم الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ بتوثيق عملياتنا، ونجاحاتنا، وإخفاقاتنا، وما تعلمناه، وإتاحتها للقطاع.
دعوة لأعضائنا
نريد أن نمضي قدمًا بهذا العمل معكم، كأعضاء في شبكة "الآيني". فبينما سنستمر في نشر تحديثات منتظمة حول برنامج أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة وتأملات حول عملنا، نأمل أيضًا أن نسمع منك ونستفيد مما قد تقدمه في هذا المجال. ندعوك للتواصل معنا، والاستفسار عن أدلة أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة ومعرفة مجالات اهتمامك المواضيعية ومجالات التركيز الخاصة بك، ومساعدتنا في سد الفجوة بين البحث والممارسة.
الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ هي شبكة عالمية وُجدت من أجل أعضائها وبسببهم. ومن خلال عملنا في برنامج أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة وغيره، نأمل اتخاذ خطوات صغيرة وثابة ولكن ثابتة نحو بناء ثقافة تشاركية تتسم بالتأملية، الفضولية، والنقدية وتنهض علي الأدلة.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال" بشريا شريرامان"، منسقة استيعاب أبحاث الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ، من خلال البريد الإلكتوني التالي: shreya.shreeraman@inee.org
تم تمويل هذه المادة العلمية من قِبل وزارة التنمية الدولية بحكومة المملكة المتحدة. النتائج والتفسيرات والاستنتاجات الواردة تعبر عن رأي المؤلف (المؤلفين)، ولا تعكس بالضرورة تلك الخاصة ببرنامج أبحاث التعليم في مناطق النزاعات والأزمات الممتدة أو المنظمات والسياسات الرسمية التابعة لحكومة المملكة المتحدة.