شريان الحياة في اليمن: دعم القطاع الخاص للتعليم اثناء الطوارئ والأزمات

منشور
الموضوعات:
القطاع الخاص
المشاركه المجتمعيه
حمايه الاطفال
المنطقه الجغرافيه التي تهمكم اوتعملون بها
اليمن
الانجليزيه
عربي

أدت الحرب الدائرة في اليمن والاقتصاد الضعيف إلى عرقلة النظام التعليمي اليمني حيث انقطع ملايين الأطفال اليمنيين عن مواصلة الدراسة وتدمرت أو تضررت عشرات آلاف المدارس الحكومية اليمنية. وبشكل عام أصيبت جودة التعليم في اليمن بضرر فادح نتيجة الأوضاع التي تشهدها البلاد.

حجم الكارثة في اليمن

سببت الحرب الدائرة في اليمن منذ ما يزيد عن سبع سنوات في خلق اسوء الظروف المعيشية في العالم. فارتفعت نسبة الفقر بشكل كبير وأصبح  15.6مليون يمني يعيشون في فقر مدقع. أصبحت اليمن تمر بكارثة إنسانية مؤسفة ويرثى لها لم يسبق لها مثيل. وكان الأطفال اليمنيون هم الضحايا الرئيسين لهذه الازمة الفظيعة، حيث يحتاج 11.3  مليون طفل يمني إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو المساعدة في الحماية.

التعليم في اليمن

أدت الحرب الدائرة في اليمن والاقتصاد الضعيف إلى عرقلة النظام التعليمي اليمني حيث انقطع ملايين الأطفال اليمنيين عن مواصلة الدراسة وتدمرت أو تضررت عشرات آلاف المدارس الحكومية اليمنية. وبشكل عام أصيبت جودة التعليم في اليمن بضرر فادح نتيجة الأوضاع التي تشهدها البلاد. أصبح هناك نقص حاد في توفر الكتب الدراسية في المدارس اليمنية. ومما زاد الطين بلة انقطاع رواتب المعلمين منذ ما يقارب الست سنوات، وتعطل آلاف المدارس الحكومية كونها مدمرة أو أماكن إيواء للنازحين داخليا الامر الذي أدى إلى تدهور التعليم في اليمن بشكل كبير.

بات من الصعب على معظم الاسر اليمنية توفير متطلبات أبنائها المدرسية من رسوم دراسية ومصاريف ومستلزمات دراسية وزي مدرسي في ظل الانهيار المتواصل للاقتصاد اليمني. الامر الذي سبب بحرمان ملايين الأطفال اليمنيين من الالتحاق بمدارسهم. وبحسب منظمة اليونيسيف فإن ما يقارب اثنين مليون طفل يمني لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس بسبب الأوضاع الاقتصادية المنهارة في اليمن. حيث حذرت المنظمة الأممية في تقرير اصدرته في يوليو تموز 2021 تحت عنوان" عندما يتعرقل التعليم"  بأن عدد الأطفال اليمنيين في سن التعليم المعرضين لخطر الانقطاع عن التعليم بلغ أكثر من مليوني طفل. كل هذه الظروف أدت إلى ارغام الكثير من أولياء الأمور أولادهم على ترك المدرسة والبحث عن مصدر دخل يسد رمق عيشهم، كما اضطر أولياء أمور اخرين على الحاق أولادهم بمدارس أهلية وبرسوم دراسية عالية.

التدخلات وأصحاب المصلحة

في ظل الصراع الدائر في البلد والانهيار المتسارع للاقتصاد لم تتمكن الحكومة اليمنية الإيفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها بتوفير تعليم جيد. فالحكومة اليمنية في الأساس تعتمد كلية على المجتمع الدولي أو على دعم المنظمات غير الحكومية في توفير الاحتياجات الأساسية بما في ذلك التعليم للمواطنين الضعفاء المتأثرين بهذه الازمة. وفي بعض الحالات، سارع القطاع الخاص في اليمن إلى العمل مع المؤسسات الحكومية لتحسين فرص حصول جميع اليمنيين على التعليم.

مشروع " ايماس" التعليمي

في عام 2019 أسست مجموعة هائل سعيد أنعم  التجارية الرائدة في الشرق الأوسط، برنامج التنمية الانسانية HDP كمؤسسة غير حكومية وغير ربحية والذي بدورها أسست وبالتعاون مع الحكومة اليمنية وتحت اشراف وزارة التربية مشروع المدرسة العربية العالمية الحديثة IMAS والذي يهدف إلى توفير تعليم عالي الجودة ومجاني ومنصف وشامل للأطفال الفقراء المتفوقين الذين يحول وضعهم المادي دون الوصول الى احلامهم وتطلعاتهم في ثلاث محافظات يمنية هي الأشد تأثرا وهي عدن وتعز ومأرب. فإن الأثر المرجو والمتوقع من هذا المشروع سيكون أثر بعيد المدى وأثر مستدام وهو خلق قادة مستقبليين برؤية ومهارات وإمكانات لتغيير مستقبل اليمن. بالإضافة إلى ان هذا المشروع سيساهم في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة  «ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع» كما أن هذا المشروع الحيوي والنوعي يلبي ويتماشى مع المعايير الدنيا للتعليم في حالات الطوارئ من INEE تعليم جيد وحديث يواكب متغيرات العصر من اجل تنشئة جيل  يستخدم آليات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي، بالإضافة الى تمكين الطلبة المستهدفين من المهارات الحياتية والقيادية الاساسية التي تجعل منهم قادة صالحين للمستقبل. وهذا المشروع يدعم إعطاء الأولوية للتعليم العام المأمون والمنصف والجيّد لجميع الأطفال والشباب المتضررين من الأزمات.

يعد مشروع (إيماس) التعليمي الإنساني جزء من الجهود الرامية إلى كبح جماح الكارثة الإنسانية الواقعة في اليمن حاليا من أجل خلق جيل قادر على حل المشاكل وبناء السلام ومنع الصراعات. وكما سيتم من خلال هذا البرنامج تأثيث ثلاث مدارس بكافة مستلزمات ومتطلبات التعليم والتعلم عبر الأنترنت، إضافة الى توظيف كادر تعليمي مؤهل ذو مهارات عالية. عدد المستفيدين حاليا من هذا المشروع التعليمي الإنساني 460 طالب وطالبة من الفقراء والنازحين المتفوقين في ثلاث محافظات يمنية هي عدن وتعز ومأرب. كما يخطط برنامج التنمية الانسانية HDP خلال عامين (2025) لافتتاح عشر مدارس في عشر مناطق متأثرة بالأزمة ليكون العدد الكلي للمستفيدين 2000 طالب وطالبة من المتأثرين بالحرب والأزمات.

بالإضافة إلى مشروع IMAS ساهمت مجموعة هائل سعيد أنعم في بناء وترميم وإعادة تأهيل ما يقارب 1,112 مدرسة ومعهد فني متضرر بالصراع. كما ان المجموعة تساهم في تزويد آلاف الطلبة اليمنيين بالمستلزمات المدرسية من حقائب وزي مدرسي وأدوات صحية في جميع محافظات اليمن.

تعمل مجموعة هائل سعيد أنعم أكثر من أن تكون مؤسسة خيرية، فهي تسعى جاهدة لأن تكون شريكًا موثوقًا به مع الحكومة وأصحاب المصلحة الآخرين لإنقاذ الأرواح وتحسين الأوضاع وخلق يمنا أكثر ازدهارا وسلاما

 

الآراء المنشورة في هذه المدونة تعبر عن رأي المؤلف

تدعو الشبكة المشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ الآيني وتشجع على اشراك القطاع الخاص بشكل شفاف ومنصف ومنسق ومنظم في التعليم في حالات الطوارئ بما يتماشى مع مبادئ أبيدجان و المعايير الدنيا للتعليم في حالات الطوارئ من INEE . اقرأ التوصيات الرئيسية وموجز مناصرة الآيني مشاركة القطاع الخاص في التعليم في حالات الطوارئ: الحقوق والالتزامات

 

 

photo with a man waring glasses and smiling

 

عن الكاتب: الدكتور منير سيف هو مستشار تطوير الأعمال والشراكة الاستراتيجية في HDP. لديه أكثر من 19 عامًا من الخبرة في الخدمات المصرفية والمنظمات غير الحكومية الدولية، والمؤسسات المالية، والمؤسسات الأكاديمية، والإدارة. حصل على درجة الدكتوراه في "الدراسة متعددة التخصصات" من جامعة صنعاء.