مذكّرة ميدانية: تنفيذ إطار تقويم الحاجات الإنسانيّة لتنمية الطفولة المبكرة: الإبلاغ عن تصميم المبادرة لأجل مجتمعات الروهينغيا النّازحة في بنغلاديش
تؤسس المؤلفات التي ركّزت مؤخرًا على التّعليم في البيئات المتأثرة بالنّزاعات بشكل راسخ الصّلة بين التّدخلات في مرحلة الطفولة المبكّرة، والحدّ من الفقر، والآثار السّلبية لتجارب الطّفولة، ولا سيّما بالنّسبة للمعرّضين للنّزاعات العنيفة. يكمن العامل الرئيسي للتّدخلات الفعّالة التي تستهدف صغار الأطفال وأسرهم، وبالتّالي استدامة تغيير السّلوك على المدى الطّويل، في كيفية تلقي هذه التّدخلات من قبل السّكان المحليين. رغم أهمية فهم وجهات النّظر المحليّة، غالبًا ما يفقد تقويم الحاجات الأولويّة عندما يكون الترّكيز على تلبية الحاجة العاجلة للسّلامة والغذاء والماء والمأوى. في حالة انعدام وجود تقويم الحاجات، يتمّ تطوير البرامج دون فهم الأولويات والدّوافع الرّئيسية للمجتمعات التي يتمّ خدمتها. وبالنّظر إلى أنّ متوسط طول حالات اللاجئين التي طال أمدها يزيد الآن على 20 عامًا، فإنّ برامج تنمية الطّفولة المبكّرة المصمّمة بدون منظورات محليّة تؤدي إلى إمكانية حدوث تداعيات طويلة الأجل، وقلّة مشاركة المجتمعات المحليّة، مما يجعلها محدودة أو معدومة التّأثير. لذلك فإنّ التّكاليف الطويلة الأجل لعدم إجراء تقويم الحاجات في السّياقات الإنسانيّة من المرجّح أن تتجاوز بكثير الاستثمارات الأولية في إجراء هذه البحوث. اعترافًا بهذه الفرص والقيود، تقدّم هذه المقالة إطارًا لإجراء تقويمًا للحاجات في إطار إنساني، إلى جانب نتائج توضيحيّة تؤكّد قيمة السّعي إلى فهم أكبر للمجتمع المحلي قبل تصميم برامج تنمية الطّفولة المبكّرة. باستخدام تقويم الحاجات للاسترشاد به في تصميم مبادرة تنمية الطّفولة المبكّرة لمجتمعات الروهينغيا النّازحة الذين يعيشون في بنغلاديش، تستخدم المقالة تصميم هذا التّقويم لتوفير إطار عمل لتفعيل تقويم الحاجات في البيئات الإنسانيّة.