المعيار رقم 1: المناهج

المنهج خطة عمل لمساعدة المتعلمين في تحسين معرفتهم ومهاراتهم. ينطبق على برامج التعليم النظامي وغير النظامي ويحتاج الى أن يكون ذات صلة ومتأقلماً مع جميع المتعلمين. يشمل غايات التعلم، محتوى التعلّم، التقويمات، أساليب التعليم والمواد:

“غايات التعلّم” تحدد المعرفة، المواقف والمهارات التي ستطور عبر نشاطات التعليم لتشجيع النمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي والجسدي للمتعلمين؛

• “محتوى التعلّم” يشير الى مجالات مثل مهارات القراءة والكتابة والحساب والمهارات الحياتية”
• “التقويم” يعني قياس ما جرى تعلّمه بشكل معارف ومواقف ومهارات للمحتوى التعلّمي الذي جرت تغطيته؛
• “أساليب التعليم” يشير الى المقاربة التي اختيرت واستخدمت في تقديم محتوى التعلّم لتشجيع اكتساب المعارف والمهارات في جميع المتعلمين؛
• “مواد التدريس” تشير الى الكتب، الخرائط والرسوم البيانية، مواد الدراسة التكميلية، أدلة المعلمين، المعدات، الألعاب، وغيرها من أدوات التعليم والتعلّم.

المناهج الملائمة للسياق، العمر، ومستويات النمو: ينبغي للمناهج أن تكون ملائمة عمرياً ومتطابقة مع مستوى نمو المتعلمين، بما في ذلك الحسي، العقلي، المعرفي، النفسي - الاجتماعي والجسدي. يمكن للأعمار ومراحل النمو أن تختلف كثيراً ضمن برامج التعليم النظامي وغير النظامي في حالات الطوارىء وصولاً الى التعافي. هذا ما يتطلب أقلمة للمناهج والأساليب. ينبغي اعطاء المعلمين الدعم لأقلمة تعليمهم مع حاجات ومستويات المتعلمين الذين يعملون معهم

مراجعة وتطوير المنهج عملية طويلة ومعقّدة وينبغي القيام بها من سلطات التعليم الملائمة والمقبولة. إذا كانت برامج التعليم النظامي في اعادة التأسيس خلال أو بعد حالات الطوارىء، ينبغي استخدام المناهج الوطنية للتعليم المدرسي الإبتدائي والثانوي المعترف بها. في سياقات لا يوجد فيها أيٌ من هذه، سيضطر الأمر تطوير أو أقلمة عاجلة لمناهج جديدة. في حال اللاجئين، هذا يمكن أن يرتكز على مناهج البلد المُضيف أو البلد الأم. في حالات أخرى، يمكن أن تكون مناسبة المناهج التي جرت أقلمتها من حالات طوارىء متطابقة.

في حالات اللاجئين، ينبغي للمناهج أن تكون مثالياً مقبولة في كل من البلد الأم والبلد المضيف، لتسهيل العودة الطوعية الى الوطن. هذا يتطلب تنسيقاً أساسياً إقليمياً ومشتركاً بين الوكالات، يأخذ في الإعتبار، مثلاً، الكفاءات اللغوية والاعتراف بنتائج الإمتحانات ومصادقتها. ينبغي لوجهات نظر اللاجئين والبلد المضيف والقانون الدولي أن تدعم هذه القرارات

في حالات الطوارىء وصولاً الى التعافي، ينبغي إغناء مناهج برامج التعليم النظامي وغير النظامي بالمعارف والمهارات المحددة بسياق حالة الطوارىء. يمكن أن تكون هناك ضرورة لمناهج خاصة لمجموعات معيّنة، مثل:

• الأطفال والشباب الذين يكسبون الرزق؛
• الذين كانوا سابقاً مرتبطين بقوات مسلحة وجماعات مسلحة؛
• المتعلمون الأكبر سناً من مستوى صفهم أو العائدين من فترات طويلة خارج المدرسة؛
• المتعلمون البالغون.

إن عملية تطوير وتقييم المناهج والكتب المدرسية والمراجعة الدورية لبرامج التعليم ينبغي أن تقودها سلطات التعليم ذات الصلة. ينبغي للمتعلمين والمعلمين واتحادات المعلمين والمجتمعات المحلية المتأثرة أن تشارك بفعالية. إن لجان مراجعة الكتب المدرسية، ومنها ممثلو المجموعات العرقية وغيرها الهشة، يمكن أن تساعد في تلافي الإنحياز المستديم وفي بناء السلام بين المجتمعات المحلية المختلفة. ينبغي أن ينتبهوا الى عدم التحريض على التوترات في عملية إزالة الرسائل المفرِّقة من الكتب المدرسية.

ينبغي أن تحدد قبل تطوير أو أقلمة المحتوى التعلّمي ومواد تدريب المعلم. “الكفاءات الجوهرية” للتعليم الأساسي هي:

• معرفة القراءة والكتابة والحساب بحدود عملية؛
• المعرفة الأساسية، المهارات الحياتية، المواقف والممارسات المطلوبة من المتعلمين للحصول على حياة كريمة وليشاركوا بفعالية وبكل معنى الكلمة كأعضاء في مجتمعهم المحلي.

ينبغي تعزيز الكفاءات الأساسية عبر التطبيق العملي. التدخلات لتنمية الطفولة المبكرة ينبغي أن تكون متاحة لكل الأطفال الصغار. إن الأسس القوية التي طورت في مرحلة الطفولة المبكرة تشكل الأساس لاكتساب واتقان الكفاءات الآساسية

محتوى تعلّم المهارات الحياتية والمبادىء الرئيسية ينبغي أن تكون مناسبة للعمر، وأساليب التعلّم المختلفة، وخبرة وبيئة المتعلمين. إنها تعزز قدرة المتعلمين على قيادة حياة مستقلة ومثمرة. ينبغي للمحتوى والمبادىء أن تكون محددة بالسياق ويمكن أن تشمل:

• تشجيع الصحة والنظافة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس “أتش آي في” ومتلازمة “الإيدز”؛
• حماية الطفل والدعم النفسي - الاجتماعي؛
• تعليم حقوق الإنسان، المواطنة، بناء السلام والقانون الإنساني؛
• الحد من أخطار الكوارث والمهارات المنقذة للأرواح، بما في ذلك التعليم حول الألغام الأرضية والأجسام غير المنفجرة.
• الثقافة، الترفيه، الرياضة، والفن، بما في ذلك الموسيقى، الرقص، الدراما، والفنون البصرية؛
• مهارات اكتساب الرزق وتدريب المهارات التقنية والمهنية؛
• المعرفة بالبيئة المحلية والأصلية؛
• مهارات الحماية المتعلقة بأخطار وتهديدات محددة تواجه الفتيات والفتيان.

يضع محتوى التعلّم الأسس لكسب الرزق من المتعلمين. ينبغي لمحتوى برامج التدريب المهني أن يحدد من فرص العمل وينبغي أن يتضمن مكان ممارسة العمل مثل التدريبات المهنية

في المجتمعات الحلية المتأثرة بالنزاع، يمكن لمحتوى ومنهجيات التعليم على حل النزاعات وبناء السلام أن تعزز التفاهم بين المجموعات. يمكنها أن توفر مهارات تواصل لتيسير المصالحة وبناء السلام. العناية ضرورية في تطبيق مبادرات التعليم على السلام لضمان أن المجتمعات المحلية مستعدة للتعامل مع قضايا مؤلمة وجدلية

الحاجات والحقوق والتنمية النفسية - الإجتماعية للمتعلمين والمعلمين وغيرهم من الهيئة التعليمية ينبغي التعامل معها في كل مراحل حالة الطوارىء وصولاً الى التعافي. يحتاج العاملون في التعليم الى تدريب لمعرفة إشارات العسر عند المتعلمين. ينبغي أن يكونوا قادرين على اتخاذ خطوات للتعامل مع العسر، ومنها استخدام آليات الإحالة لتوفير دعم إضافي. ينبغي أن تكون هناك مبادىء توجيهية خاصة بالمعلمين وموظفي دعم التعليم وأعضاء المجتمع المحلي حول تقديم الدعم النفسي - الاجتماعي للأطفال داخل وخارج الصف. يحتاج المتعلمون الذين تكبدوا العسر الى تعليم في اطار متوقع، باستخدام قواعد انضباط إيجابية وفترات تعلّم أقصر لبناء التركيز. يمكن لكل المتعلمين أن يشاركوا في نشاطات تعليم وترفيه تعاونية. تقدم أساليب التدريس الملائمة للمتعلمين ثقة أكبر بالنفس وأمل أكبر في مستقبلهم

يمكن للمعلمين وغيرهم من الهيئة التعليمية، الذين يوظفون غالباً من السكان المتأثرين أن يواجهوا العسر ذاته كالمتعلمين. ينبغي التعامل مع ذلك عبر التدريب، المراقبة والدعم. ينبغي عدم التوقّع أن يتحمل المعلمون مسؤوليات قد تكون مؤذية لرفاهيتهم النفسية - الاجتماعية أو لرفاهية المتعلمين

لغة التدريس يمكن أن تكون قضية خلافية في البلدان والمجتمعات المحلية المتعددة اللغات. للحد من التهميش، ينبغي للقرارات حول لغة (لغات) التدريس أن تتخذ على أساس الإجماع، بمشاركة المجتمع المحلي، سلطات التعليم والأطراف المعنية ذات الصلة الأخرى. ينبغي أن يتمكن المعلمون من التعليم في لغة (لغات) يفهمها المتعلمون وللتواصل مع أهلهم ومجتمع المحلي الأوسع. ينبغي تعليم التلاميذ المكفوفين أو الصم باستخدام اللغات والأساليب الأكثر ملاءمة لضمان الشمول التام. ينبغي أن تتوافر الصفوف والنشاطات التكميلية، وخاصة تعلّم الطفولة المبكرة، في اللغة (اللغات) الأم للمتعلمين.

في حالات اللاجئين، يمكن للبلدان المضيفة أن تطلب من مدارس اللاجئين الإمتثال لمعاييرها، بما في ذلك استخدام لغتها (لغاتها) ومناهجها. من المهم معرفة حقوق المتعلمين اللاجئين. من الضروري النظر في فرصهم المستقبلية وما هو ضروري للسماح لهم باستكمال تعليمهم في المجتمعات المضيفة أو في البلد الأم بعد حالة الطوارىء. في حالات النزوح الطويل الأمد، ينبغي توفير فرص للمتعلمين لتعلّم لغة المجتمع المحلي أو البلد المضيف. يمكنهم هذا من العمل ضمن المجتمع المحلي المُضيف ومن مواصلة الوصول الى التعليم والفرص

التنوّع ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أثناء تطوير وتطبيق النشاطات التعليمية في كل مراحل حالة الطوارىء وصولاً الى التعافي. هذا يعني بما في ذلك المتعلمون، المعلمون، وغيرهم من الهيئة التعليمية من الخلفيات المختلفة والمجموعات الهشّة وتشجيع التسامح والإحترام. قد تشمل نواحي التنوّع الخاصة:

• النوع الاجتماعي؛
• ذوو الاعاقات العقلية والجسدية؛
• قدرة التعلّم؛
• المتعلمون من مجموعات متباينة الدخل؛
• صفوف تضم تلاميذ من أعمار مختلفة؛
• الثقافة والجنسية؛
• العرق والدين.

ينبغي للمناهج ومواد التدريس وأساليب التعليم أن تزيل الانحياز وتعزز الإنصاف. يمكن للبرامج أن تتعدى الكلام عن التسامح وأن تبدأ بتغيير المواقف والتصرفات. يؤدي هذا الى اعتراف أفضل واحترام لحقوق الآخرين. ينبغي دعم تعليم حقوق الإنسان عبر التعليم النظامي وغير النظامي لتشجيع التنوع بطرق مناسبة للعمر ومراعية للثقافة.

يمكن ربط المحتوى بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والمهارات الحياتية. يمكن للمعلمين أن يحتاجوا الى دعم لتعديل المواد الموجودة وأساليب التعليم إذا كانت الكتب المدرسية والمواد الأخرى بحاجة الى مراجعة

مواد التعلّم الموجودة محلياً المتعلمين ينبغي أن تقوّم عند بداية حالة الطوارىء. بالنسبة الى اللاجئين أو النازحين، يشمل هذا مواد من بلدهم الأم أو منطقتهم. ينبغي للمواد أن تتأقلم وتطور إذا دعت الحاجة واتاحتها بكميات كافية للجميع. وهذا يشمل الأشكال التي يمكن الوصول اليها من المتعلمين ذوي الاعاقات. ينبغي دعم سلطات التعليم ذات الصلة لمراقبة تخزين وتوزيع واستخدام المواد